زاحِمُوا أَهْلَ البَاطِلِ [فِي الإنترنت] حَتَّى يَتَبَيَّنَ الحَقُ

زاحِمُوا أَهْلَ البَاطِلِ [فِي الإنترنت] حَتَّى يَتَبَيَّنَ الحَقُ
تفسير القرآن الكريم – ابن عثيمين (١٤٢١ هـ)

تعليق على تفسير الجلالين؛ سورة الشورى: 48

كل وسيلة للإبلاغ فهي واجبة، والوسائل لها أحكام المقاصد.
فيما سبق الإبلاغ محصور يبلغ الإنسان أهل بلده ومن يفد إليها من الناس، الآن يمكنه أن يبلغ العالم كله، وحينئذ نسأل لو أنّ شخصًا أمكنه أن يجعل له صفحة في الإنترنت أيجوز أن يفعل؟
الطلبة: يجوز.
الشيخ: يجوز؟ إنترنت فيه أغان، فيها بلاوي (…).
طالب: لا، دخل له في ذلك.
الشيخ: لا، دخل له في ذلك؟
الطالب: ينشر له الخير.
الشيخ: طيب، إذا صار قبله أغنية وبعده أغنية؟
الطالب: لا يضره عمل عامل.
الشيخ: لا يضره عمل عامل، عجيب، لو أنّ اللي قبله أغنية يفتتح بالأغاني ويختتم بالأغاني؟
الطالب: ليس له.
الشيخ: ليس له ذلك، إذا لا يبلغ؟
الطالب: لا، يبلغ.
الشيخ: يبلغ حتى لو قبله أغنية وبعده أغنية؟ ما تقولون في قوله؟ صحيح لأنّ الأغنية قبل وبعد ليست من فعله، هذا من فعل من يتصرف بهذه المحطة، لكن لا يجوز أنّ نترك الدعوة إلى الحق؛ لأنّ في هذه الإذاعة مثلًا أو المحطة لأنّ فيها سيئة، هذا غير صحيح ونظرية قاصرة، زاحم أهل الباطل حتى يتبين الحق، ولا يضرك إذا دخلّوا فيها أشياء منكرة.
بعض الناس مثلًا يقول لنا أو لغيرنا: لا تدخلوا إنترنت، لا تدخلوا فيها، كيف تدخلون فيها وفيها الأغاني وفيها البلاء ما يصير هذا،
أيهما أولى أن ندخل في هذا المضمار لعل الله أن يهدي بنا واحدًا من الناس أو أن ندع المجال لأهل الشر؟
طلبة: الأول.
الشيخ: الأول بلا شك، الأول أحسن.

https://archive.org/download/mlms_zahimoehlelbatil/ZahimoEhlelbatil.pdf