اللُّغَة: الفاظ يعبر بها كل قوم عن مقاصدهم. واللغات كثيرة، وهي مختلفة من حيث اللفظ متحدة من حيث المعنى، اي ان المعنى الواحد الذي يخالج ضمائر الناس واحد، ولكن كل قوم يعبرون عنه بلفظ غير لفظ الآخر. واللغة العربية هي الكلمات التي يعبر بها العرب عن اغراضهم وقد وصلت الينا عن طريق النقل. وحفظها لنا القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وما رواه الثقاة من منثور العرب ومنظومهم. ولما خشي اهل العربية من ضياعها بعد ان اختلطوا بالأعاجم دونوها في المعاجم والقواميس وأصلوا لها اصولا تحفظها من الخطأ وتسمى هذه الاصول (العلوم العربية). وهي العلوم التي يتوصل بها الى عصمة اللسان والقلم عن الخطأ وهي ثلاثة عشر علما (الصرف، الاعراب ويجمعهما اسم النحو) الرسم وهو العلم بأصول كتابة الكلمات والمعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي وقرض الشعر والانشاء والخطابة وتاريخ الادب ومتن اللغة. وكان العرب شديدي الاعتزاز بلغتهم الجميلة حريصين كل الحرص على تقديرها ووضعها في أكرم منزلة وأحسن صورة يتجلى هذا الحرص والاعتزاز في عنايتهم بجودة الالقاء وحسن الحديث وفي نفورهم من كل عيب يشوب النطق او يشوه المعنى والتعبير وكان العرب يؤثرون من القول ما جاء وجيزا بليغا مركزا وينفرون من فضول الكلام وحوشيه والى جانب هذا فقد كان العرب يحبون في الرجل قوة الصوت ووضوحه وجهارته وفي المرأة رقته وفخامته. سئل ابن المقفع ما البلاغة؟ فقال الايجاز من غير عجز والاطناب في غير خطل وسئل عنها مرة اخرى فأجاب هي التي إذا سمعها الجاهل ظن انه يحسن مثلها.
شَرْحُ المُقَدِّمَةِ الآجُرُّومِيَّةِ لِفَضِيلَةِ الشَّيخِ عَبدِ الكَرِيمِ بِنْ عَبدِ اللهِ الخُضَيرِ حَفِظَهُ اللّهُ تعالى.
يعتبر علم النحو وسيلة مهمة لفهم كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت معرفة اللّغة وعلومها – وعلى رأسها النحو – […]