الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، كتبه الله تعالى عزّ وجلّ على المسلمين كما كتبه على من سبقهم من الأمم.
أياماً معدوداتٍ يمتنع فيها المسلم عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد لله تبارك وتعالى.
فهو من أعظم الطاعات التي يُتقرَّب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويثاب المسلم عليه ثواباً لا حدود له، وبه تغفر الذنوب، وبه يقي الله العبد من النار، وبه يستحق العبد دخول الجنان من باب خاص أُعدَّ للصائمين، وبه يفرح العبد عند فطره وعند لقاء ربه، ويُعد الصيام مدرسة صحية وتربوية واجتماعية، مبنية على الصبر، ومخالفة النفس، وكسر الشهوة واحترام النظام، والتزام الجماعة والإحسان إلى الفقراء، ومواساة المساكين والمحتاجين، وتطهير الروح والانشغال بلذة العبادات من صلاة وذكر، وقيام واعتكاف وتلاوة للقرآن الكريم.
وللصيام فضائل كثيرة ومعاني سامية جليلة، فقد أضافه الله تعالى له تشريفاً لقدره وتعريفاً بعظيم أجره، ويعد من أفضل الأعمال، فهو من الأعمال الصالحة التي لا عدل لها، وجُنَّة من شهوات الدنيا وعذاب الآخرة، وبه يتحقق أجر الصبر، وهو كفارة للخطايا والذنوب، وسبب لدخول الجنة، ويشفع لصاحبه يوم القيامة، ومن الأعمال التي وعد الله صاحبها بالمغفرة والأجر العظيم، ويطهر القلب، ومن الكفارات لعظم أجره، وللصائم فرحتان وخلوف فمه أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، ودعاءه مستجاب.
نسأل الله أن يعيننا في شهر رمضان على الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن وأن يتقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال … والله الموفق.
“فَتَاوى الصِّيَام؛ (أَكثر مِن 200 مَسأَلة)”
أَحَد مساقات حَقِيبَةِ (الصَّومُ جُنَّةٌ وَهُوَ الطَّرِيقُ إِلَى الجَنَّةِ)
تقديم: فَضِيلة الشَّيخ العلّامة المُحَدِّث سليمان بن ناصر العلوان.
https://lms.mustansiriyah.net/course/view.php?id=41
Leave a Reply