الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
امتَنّ الله على عباده بمواسم الطاعات والخيرات، فيها تُضاعف الحسنات، وتُمحى السيئات، وتُرفع الدرجات، تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها، ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان الذي فرضه الله على عباده، فقال عزّ وجلّ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [البَقَرَة: 183]، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ”يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ” [رواه البخاري 7492، ومسلم ومالك والترمذي والنسائي وابن ماجة]، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ” [رواه البخاري 1896، ومسلم 1152 واللفظ له].
ولمّا كان قدر هذه العبادة عظيماً كان لا بدّ من تعلّم أحكام الصّيام عموماً والأحكام المتعلقة بشهر رمضان خصوصاً؛ كأحكام وآداب وسنن الصّيام، والقيام، وصلاة التراويح، والاعتكاف، وزكاة الفطر، وصلاة العيد، والأحكام المتعلقة بالمرأة، وغيرها، ليعرف المسلم ما هو واجب ومستحب فيفعله، وما هو حرام فيجتنبه، وما هو مباح فلا يضيّق على نفسه بالامتناع عنه.
وهذه الحَقِيبَة [حَقِيبَةُ “بَابُ الرَّيَانِ” الرَّمَضَانِيَّة – 1441 هـ] تتضمّن عدّة مساقات في هذه الأحكام والآداب والسنن والواجبات والمستحبات والمحرّمات والمباحات، رجاءَ أن ينتفعَ بها الصائمون، وتكون عونا لهم على أداء الفريضة، وإحراز الفضيلة.
حَقِيبَة [“بَابُ الرَّيَانِ” الرَّمَضَانِيَّة – 1441 هـ]
https://lms.mustansiriyah.net/course/view.php?id=16
Leave a Reply